إن عالمنا في المرحلة الحاضرة يشهد تقدمالاعلميا وتقنيا هائلا , وبشكل انعكس على الحياة الإنسانية في جميع مجالاتها، وتعاظمت الفجوة بين الدول النامية والمتقدمة , واتسعت ظاهرة العولمة وأثرت بشكل كبير في المنظمات واستراتيجياتها , وهذا جميعه خلق تحديات تعيشها المنظمات التي بدأت تبحث عن الأدوات والآليات التي تمكنها من مجابهة هذه التحديات بطرق مبدعة , فكانت إدارة المعرفة والإبداع الإداري والقيادي هي الآلية التي اعتمدتها لتحقيق السبق في مجابهة هذه التحديات , وذلك بوصفها تطورا فكريا في عالم الإعمال , وينبغي اعتماده من قبل المنظمات لكي تبدع وتحقق السبق التنافسي في هذا المجال, فضلا عن النجاح التنافسي في عالم الإعمال , انطلاقا من أن إدارة المعرفة هي البيئة الجديدة التي تحث على الإبداع والابتكار والتجديد والتميز المؤسسي فالمعرفة بدون قيادة تكون مبعثرة بلا فائدة والقيادة بدون معرفة كارثة . ومن هنا حرصت الإدارات العليا في المؤسسات الناجحة في اعمالها ومتميزة في أدائها الى تفعيلها وتحويلها الى أداة تنافسية وترتكز مواطن إدارة المعرفة على : افضل الممارسات – إدارة المشاريع المهارات القيادية والإدارية – الاستدامة والابتكار – إدارة راس المال الفكري الكفاءة والإنتاجية التخطيط الاستراتيجي رضى المتعاملين لذلك تعد إدارة المعرفة من أحدث المفاهيم الإدارية والتي نمت الأدبيات المتعلقة بها كما ونوعا. وقد شهدت السنوات الماضية اهتماما متزايدا من جانب قطاع الأعمال لتبنى مفهوم إدارة المعرفة.
تعد المعرفة قاعدة ارتكاز مهمات التنمية الإنسانية كونها وسيلة لتوسيع خيارات البشر وتنمية قدراتهم والارتقاء بحالتهم. وبالتالي فهي طريق آمن لبناء المجتمعات المزدهرة في القرن الحادي والعشرين (تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003) ومن هذا المنطلق فإن الإدارة العربية معنية مباشرة بتقديم رؤية استراتيجية لمتطلبات إقامة مجتمع المعرفة عبر عملية إبداع مجتمعي وطني تتوخى الاصلاح في الداخل وترى في النقد أداة فاعلة من أدوات رسم خارطة الطريق نحو(منطقة مواطنة عربية حرة ) وفق وصف تقرير التنمية الإنسانية العربية الأول.
إن مؤشرات نشر المعرفة وإنتاجها وخواتيمها - في غالبية البلدان العربية - تشير إلى تبديد حقيقي لموارد الاستثمار في البنى التحتية ورأس المال الثابت خاصة الصناعية منها، حيث أن الزيادات المتحققة في القدرات الانتاجية نتيجة لتلك الاستثمارات المرافقة لنقل وامتلاك وسائل الانتاج وتقاناتها سرعان ما تتعرض للتقادم فتصبح منتجاتها غير قادرة على المنافسة حتى في السوق المحلية، أمام تطور تقاني مستمر نتيجة نظم الابتكار في الدول المتقدمة وهذا يعني استمرار شراء البلدان العربية للقدرات الانتاجية مع التقادم المستمر لتقاناتها.
وتأسيسا على ما تقدم فإن عمليات نقل وتوطين التقانة وانتاج المعرفة، إذا ما خضعت لسياق تنظيمي محفز يقوم على روابط قوية بين مؤسسات البحث والتطوير والابتكار الوطنية من جهة وقطاعات المجتمع الانتاجية والخدمية من جهة أخرى، يمكن أن تتيح فرصا واسعة وحقيقية لتوليد التقانة وتنمية قدرات الابتكار الوطنية ، وحسبنا فيما تقدم ميدانا لابداعات الإدارة العربية؛ يمكن من توفير مساهمة حقيقية في الجهد العربي لإقامة مجتمع المعرفة.
هذا الموقع يقوم باستخدام الكوكيز. إذا استمرّيت بالتصفّح، فإنّك توافق على استخدامنا للكوكيز. تصفّح سياسة الخصوصية
موافق